ألم اقل لكم أن الظروف دوماً ضدي !!
كانا نسران متشابهين تماماً ... حتى انك عندما تراهما معاً، قد تظن أنك تشاهد نسراً و صورته المنعكسة،
منحهما الله نفس الجناحين القويين،
نفس العيون الحادة،
نفس الريش الخفيف الانسيابي،
تعلما الطياران معاً، بنفس الأسلوب
و بينما هما في السماء يحلقان معاً على مستوى واحد بدأ الخمول يدب في أحدهما فاكتفى بفرد جناحيه معتمداً على قوة الهواء
بينما استمر الثاني يخفق بجناحيه بقوة وكلما خفق بهما اعتلا
ومع مرور الوقت كان يسمو ويسمو وكان ينادي الآخر أن يعمل ويجتهد ليعلو
لكن النسر الآخر كان يجد في نصائحه وكلماته له اهانة
وأخذ يقارن نفسه به و يتحدث مع نفسه حديث ذاتي سلبي ..
قال منذ صغري و هم يفضلونه،
منذ صغري و الحياة كئيبة في وجهي،
الأمور ميسرة له و النجاح مكتوب له
كلهم يحبونه و يدعمونه
ألا تلاحظون حتى الهواء يدفعه أعلا مني ،
أنا محبط ،
أنا مكتئب ،
يا ترى متى ستأتي الظروف و الفرص والحظ معي؟؟ََ
أريد ان أكون افضل منه
و أخذ يراقب النسر الآخر و أنشغل بذلك التفكير السلبي و المراقبة عن الخفقان بجناحيه
و كل مرة يخفق النسر بجناحيه يعلو و يعلو
وصاحبنا يراقب ويقارن و يفكر في حله ... لعله ينجح ...
عندها قرر أن يسقطه فهي الطريقه الوحيدة لإيقاف تقدمه الدائم ونجاحه
فكر ما الطريقة المثلى لإسقاطه ؟؟
أرميه بحجر !! هذا يعني نزولي للأرض ثم صعودي !! ستكون حينها المسافة أكبر و اكبر ...
هل أشغله بكلام سلبي ؟؟ أنه لا يتوقف ليسمعني
و فجأة لمعت الفكرة في ذهن صاحبنا النسر الطامح للنجاح
و السمو !!!
قرر أن أفضل طريقة لإسقاطه هي أن ينزع من ريش جناحيه
و يرمي النسر الآخر لإسقاطه
و بسرعة بدأ في التنفيذ ينزع من ريش جناحيه و يرمي النسر الآخر الذي كان في عجب منه.
النسر الآخر مع كل علامات الدهشة استمر يخفق و يخفق بجناحيه و يعلو ؛
بينما صاحبنا في لحظة وجد أن لا ريش لديه ...
حينها سقط سقوطاً سريعاً و ارتطم بالأرض ..
و مع سقوطه كان يردد عبارة وحيدة ...
ألم أقل لكم أن الظروف دوماً ضدي ؟
سبحان الله أن القضية ليس قضية حظ أبدا ...إنما جهد يقوم به الشخص ويجني ثمراته ...
فالنسر الأول ظل يحرك جناحيه حتى وصل للقمة ولم يخدمه الهواء ...أي لم يخدمه الحظ
خلاصة القول : أن على المرء أن يجتهد ويعمل دون النظر للآخرين و إضاعة الحياة في التحسر ؛
تعرف على هدفك في الحياة وحاول أن تجتهد لتحقيقه.