قال أحدهم: في مدينة البُندقيّة و في ناحية من نواحيها النائية
كُنت أحتسي قهوتي مع أحد أصدقائي في أحد المقاهي
: فجلس إلى جانبنا شخص ، وقال للنّادل
اثنان قهوة من فضلك ، واحد منهما على الحائط
فأحضر النّادل له فنجان قهوة و شربه صاحبنا ، لكنّه دفع ثمن فنجانين ، وعندما خرج الرّجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط
"مكتوب فيها "فنجان قهوة واحد
و بعده دخل شخصان ، وطلبا ثلاثة فناجين قهوة ، واحد منهما على الحائط
فأحضر النّادل لهما فنجانين فشرباهما ، ودفعا ثمن ثلاثة فناجين وخَرَجا ، فما كان من النّادل إلا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط
"مكتوب فيها "فنجان قهوة واحد
و فيما نحن ما زلنا في المطعم ، دخل شخص يبدو عليه الفقر فقال للنّادل
"فنجان قهوة من على الحائط"
!! .... فأحضر له النّادل فنجان قهوة فشربه و خرج من غير أن يدفع ثمنه
ما أجمل أن نجد من يُفكّر بأنّ هُناك أناساً لا يملكون ثمن الطّعام و الشّراب ، ونرى النّادل يقوم بدور الوسيط بينهم بسعادة بالغة
"و بوجه طلق باسم ، و نرى المُحتاج يدخل المقهى و بدون أن يسأل "هل لي بفنجان قهوة بالمجّان؟
... فبنظرة منه للحائط ، يعرف أن بإمكانه أن يطلب ومن دون أن يعرف من تبرّع به
فأصبح لهذا المقهى مكانة خاصة في قلوب سكان هذه المدينة
*** ***
سبحان الله و بحمده
سُبحــــــــــــــــــــــان الله العظيم
اللهم صلّ و سلّم و باركـ على سيّدنا مُحمّد ، وعلى آله و صحبه أجمعين